يصدر العدد التجريبي الأول للمجلة التاريخية الجزائرية في ثوب قشيب، ونأمل أن يكون فاتحة لمنتج علمي راق، وأن تكون المجلة مرجعا في البحث التاريخي الجزائري، وتلقى إعجاب الباحثين والمؤرخين، ونتمنى أن ترتقي مجلتنا هذه إلى مصاف المجلات الدولية المتميزة.
وإن إيماننا لعميق بمسؤولية مخابر البحث في النهوض برقي المؤسسات الجامعية والبحثية من أجل مواكبة التحولات العميقة التي يعرفها بلدنا والعالم، ومخبر الدراسات والبحث في الثورة الجزائرية يتصدى لمواكبة هذه الحركية وتطوير البحث التاريخي، وذلك بما يتلاءم وإستراتيجية البحث العلمي للدولة الجزائرية في مجال التخصص.
ونأمل أن تركز البحوث التي تنشر في المجلة على التجديد المعرفي والمنهجي، وتقديم عصارة البحث العلمي الجاد، والنتائج البحثية الدقيقة، وطرح الإشكاليات العميقة لتاريخ بلدنا والعالم.
وموضوعات هذا العدد ثرية ومتنوعة ومتميزة بالجدية، تناولت موضوع القضاء الإسلامي في عهد الاحتلال الفرنسي، وموضوع إستراتيجية الثورة التحريرية العسكرية خلال مرحلة 1956ـ 1957، وموضوع خاص باحتلال منطقة سطيف والسياسة الاستيطانية بها، وبحث تناول احتلال منطقة الأغواط من خلال رسالة الجنرال يرسف إلى الجنرال بيليسيي، ودراسة تناولت هجمات 20 أوت 1956 من خلال جريدة صوت الجزائر، وأخرى درست ظاهرة الطرق الصوفية في الجزائر وصراعها مع الحركة الإصلاحية.
ولا شك أن هذه الموضوعات التي تلتقي في دائرة الاهتمام بتاريخ الجزائر تتوزع بين مختلف فتراته، مرحلة الاحتلال، ومرحلة الحركة الوطنية والثورة التحريرية، وهو ما يخدم انفتاح المجلة على مختلف الفترات والعصور، بما في ذلك التاريخ القديم والوسيط والحديث للجزائر.
وأما طابع الجدية فقد لاحظته هيئة تحرير المجلة، وهي تأمل أن يكون سمة كل البحوث المنشورة في المجلة، وخاصة من حيث عمق الطرح، وجدية البحث، والحرص على التوصل إلى نتائج علمية واضحة، تقدم الإضافة إلى البحث التاريخي.
ونسعى مستقبلا إن شاء الله لتدعيم الدور البيداغوجي والعلمي والنقدي للمجلة من خلال إعطاء أهمية لتقديم تقارير حول القضايا التي شكلت موضوع اهتمام البحث العلمي، وكذا تقارير حول الملتقيات العلمية والقراءات النقدية للكتب المنشورة، وأن تكون مساحة لنشر بحوث طلبة الدكتوراه الجادة والمتميزة.
وننتهز الفرصة لدعوة الباحثين المشتغلين بحقل التاريخ عموما وتاريخ الجزائر خصوصا داخل الوطن وخارجه بمواكبة هذه المجلة، وتقديم بحوثهم ودراساتهم للنشر عبر صفحاتها.
ووفق الله الجميع لما فيه خير البلاد والعباد
الأستاذ الدكتور عبدالله مقلاتي