نظمت فرقة المهارات التدريبية وتحسين الأداء بمخبر المهارات الحياتية يوما دراسيا حول: التفكير الابتكاري في الميدان المهني والتنظيمي: معوقاته وطرق تنميته يوم الخميس 28 افريـل 2016.
إن المضمون الحقيقي لأي تنمية في اي منظمة هو تنمية الفرد العامل من خلال تنمية مهاراته وتصوراته وقدراته وهذا لتحقيق الأهداف العامة للمجتمع وكذا المنظمة كنسق يحتوي على مجموعة من المتغيرات، الغاية من تفاعلها هو الهدف الذي أنشئت من اجله.وهذا لان الأفراد يشكلون أهم أصل من أصول المنظمة الأخرى (الآلات، الأراضي، العقارات، النقود…) وبدونهم تفقد هذه الأصول المادية قيمتها تماما، فهم بذلك المتغير المحوري في كل المنظمات لذلك يكون هدف المنظمة هو الاستخدام الفعال للعلاقة بين المورد البشري والمهمة التي يقوم بها والإنتاج.
إننا نعيش اليوم تغيرا تكنولوجيا كبيرا في مختلف مجالات الحياة، فقد أصبح اليوم في الجزائر-وعلى غرار جميع دول العالم-إدخال وتحويل تكنولوجيا جديدة يتم بصفة مكثفة.
إن هذه التحولات التكنولوجية لم يكن سوق العمل بمنأى عنها، فمناصب العمل تعرف حاليا تغيرا سريعا ومتواصلا، فلم تعد متطلبات منصب العمل اليوم هي نفسها متطلبات نفس منصب العمل بالأمس، فمناصب العمل التي كان تعتمد على معارف بسيطة أصبحت اليوم تتطلب من المشغل (opérateur) استخدام نشاطات وقدرات معرفية عليا، ولعل من بين هذه القدرات نجد التفكير الابتكاري.
وقد جاء في تقرير لمنظمة الصحة العالمية OMS معتبرا التفكير الابتكاري ثالث أهم مهارة أساسية بعد مهارة اتخاذ القرار وحل المشكلات، وهذا من عشرة (10) مهارات أخرى اعتبرها أهم مهارات الحياة بالنسبة للفرد وهي: التفكير الناقد، الاتصال الفعال، العلاقات بين شخصية، الوعي بالذات، التعاطف، التعايش مع الانفعالات، وكذا التعايش مع الضغوط.
إن التفكير الابتكاري في الميدان التنظيمي أصبح من الجوانب الهامة بالنسبة لجميع المنظمات خدماتية أو إنتاجية خاصة أو عامة وهذا للمحافظة على بقائها في السوق في ظل منافسة قوية وحادة.
وعليه فكرة هذا اليوم الدراسي عالجت المحاور التالية:
- المحور الأول: التفكير الابتكاري: مقاربة مفاهيمية
- المحور الثاني: دور التفكير الابتكاري في تطوير المنظمة
- المحور الثالث: معوقات التفكير الابتكاري في الميدان المهني والتنظيمي.
- المحور الرابع: طرق واستراتيجيات تنمية التفكير الابتكاري في الميدان المهني والتنظيمي.
وخلص اليوم الدراسي بعد عرض المداخلات ومناقشتها الى مجموعة من التوصيات أهمها:
– تفعيل مواضيع التفكير الابتكاري من خلال ممارسته ميدانيا.
– غرس ثقافة التفكير الابتكاري لدى الفرد في المنظمة أي كانت وفي المفكر والباحث وكل مخرجات الموارد البشرية.
– تشجيع البحوث والدراسات الاكاديمية في ميدان التفكير الابتكاري.
– ترقية اليوم الدراسي إلى ملتقى وطني أو دولي.