كلمة مدير الجامعة في حفل إختتام السنة الجامعية 2016/2015
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه :
ضيوفنا الكرام.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنه لمن دواعي الغبطة والسرور أن نلتقي بحضراتكم في رحاب جامعة محمد بوضياف بالمسيلة وبهذه المناسبة الطيبة مناسبةِ احتفاليةِ نهاية السنة الجامعية 2015/2016 وكذا تخرج دفعة جديدة من أبنائنا الطلبة.
وبادئ ذي بدء فإني أتوجه بالترحاب الحار والشكر الجزيل لضيوفنا الأكارم من داخل ولاية المسيلة وخارجها على حضورهم وتلبيتهم للدعوة، وأخص ذكرا الأعداد الغفيرة من الطلبة الذين قدموا من مختلف أنحاء الولاية للمشاركة في هذا الحدث المتميز.
أيتها السيدات الفضليات، أيها السادة الأفاضل، الطلبة الأعزاء،
إن الحديث عن الجامعة الجزائرية في ظل السيادة الكاملة للدولة الجزائرية هو حديثٌ ذو شجون تتعدد جوانبُهُ وتترامى أطرافُه، فأوّل الجوانب في هذا الحدث وأوّل الظلال التي يُلقي بها هو نعمة الاستقلال التي نتفيّأ ظلالَها والتي بفضلها تمّ إرساءُ شروط الأمن والاستقرار التي تُمَكّن من البناء والتنمية والتشييد، وبدون هذه النعمة ما كان يمكننا الآن اللقاء والاحتفال في هذا الصرح العلمي بمثل هذه المناسبات. واعتبارا لذلك فإن أوّل الواجبات في هذا المقام هو الترحّم على الشهداء الذين باعوا أرواحهم رخيصةً في سبيل أن تعيش الجزائر حرة مستقلة تنعم بالحرية والأمان، وأوّل ما ينبغي التواصي به هو الحرص على هذه الأمانة التي حملونا إياها وهي أمانة الوطن والمحافظة على تشييده وازدهاره.
أما الجانب الثاني الذي يرتبط بهذا الحدث، فهو الإشارة إلى مسيرة الجامعة في عمر قدره خمسون سنة، أو يزيد قليلا، من التطور والعطاء، ودورها في خدمة المجتمع والنهوض به، وكذا التنويهُ والإشادةُ بالجهود الجبارة التي تبذلها الدولة الجزائرية في ترقية الجامعة والرقي بها إلى مصاف الجامعات العالمية، سواء تعلق الأمر بجانب البناء والتشييد والتجهيز، أو تعلق بالبرامج والتأطير والتكوين، أو تجاوز ذلك إلى توفير مختلف الشروط الضرورية لراحة الطالب واكتسابه للمعارف والعلوم.
وبهذه المناسبة فإني أهنئ نفسي وكل طلبتنا وكل سكان ولاية المسيلة على بلوغ جامعة محمد بوضياف هذه الدرجة حيث بلغ تعداد طلبتها 31.000 طالب (منهم 23.000 طالب فى طور الليسانس و 8.000 طالب فى طور الماستر) موزعين على 07 كليات ومعهدين.
وحيث تضم الجامعة حاليا 73 تخصصا فى طور الليسانس و 95 تخصصا فى طور الماستر.
كما بلغ عدد المتخرجين لهذه السنة (2016/2015) ب 8832 طالب منهم 5411 طالب فى طور الليسانس و 3421طالب فى طور الماستر.
أما فيما يخص توقعات عدد المسجلين للسنة الجامعية 2017/2016 فسيفوق 9000 طالب جديد (بكالوريا 2016) وما يعادل كذلك 4200 طالب فى الماستر.
أما الجانب الذي يرتبط بهذه الاحتفالية فهو الطالب ودوره الفعال في معادلة النهوض بالجامعة وخدمة الوطن من وراء ذلك من خلال عمله الدؤوب على النجاح والتفوق أولا، ثم المساهمة بصدق في كل نشاط جادّ يرفع من سمعة الجامعة الجزائرية ويساهم في ترقية عطائها، وبهذه المناسبة فإني أبارك المبادرات التي تنظمها المنظمات الطلابية وأُشِيد بها نظرا لما لها من دور إيجابي في تحقيق التقارب بين الطلبة من مختلف الجامعات وتبادل الأفكار والتجارب الناجحة.
وفى هذا المقام بالذات علينا أن ننوّه بالمجهودات الجبارة التى قام بها الأساتذة الأجلاء فى سبيل تلقين الطالب المعارف وتزويد المجتمع بالإطارات اللازمة في شتّى المجالات، فهو يقوم بدور إشعاعي عظيم وهام، من خلال نشره للعلم وتثقيفه لأفراد المجتمع، ويسعى إلى رفع مستوهم علما وثقافة وفكرا، ويضمن لهم تكوينا عاليا في مختلف مجالات المعرفة الإنسانية والتكنولوجية.
وأمّا من ناحية البحث العلمي فهو (ومن خلال المخابر المتوفرة) يزوّد الأمة والمجتمع بالبحوث الجادّة والاكتشافات المختلفة وبراءات الاختراع التي من شأنها أن تسهم في حلّ مشكلات المجتمع وتدفع بوتيرة الصناعة والاقتصاد إلى الأمام.
وبهذه المناسبة، أودّ أن أنوّه كذلك بكمية ونوعية الأعمال التي أنجزها الطاقم الإداري والبيداغوجي والعلمي سواء على مستوى رئاسة الجامعة أو على مستوى الكليات والمعاهد أو على مستوى المجالس العلمية وغيرها والتى شكّلت، حقا، فضاء للدراسة والنقاش حول مجمل المسائل المحالة عليهم، وإنضاج المقترحات والحلول المتّصلة بهم، وإتخاذ القرارات بشأنها على مستواهم. دون أن أنسى كذلك الدور الهام الذي قام به العمال بمختلف أصنافهم ورتبهم فى إنجاز ما أوكل لهم من مهام ومنها كذلك النقاشات البناءة التى تمت مع الشركاء الإجتماعيين من أجل وجود الحلول المناسبة والتى تخدم المؤسسة والعامل دون الإخلال بالصالح العام.
أيتها السيدات الفضليات، أيها السادة الأفاضل، الطلبة الأعزاء،
إن الجوانب التي أشرت إليها في هذه الكلمة المختصرة، وهي الجزائر الحرة المستقلة، والجامعة الجزائرية الرائدة التي تسلك طريقها قُدُمًا نحو الأفضل دائما، والطالب الواعي بدوره ومكانته في سلّمِ تنمية مجتمعه والرقي بأداء جامعته، تشكّل في نظري ثلاثيةَ البناء والرقي متى تحقق الانسجام بينها وصدقتِ العزائم وسَمَتِ الغاياتُ والأهداف.
مرة أخرى أجدد الشكر لكل الضيوف الأكارم الذين شرفوا جامعة محمد بوضياف بالمسيلة بمشاركتها الاحتفال بإختتام السنة الجامعية وتخرج دفعة جديدة من الطلبة في ظل الاستقلال.
ومزيدا من الاستمرارية والإيجابية والعطاء.
أشكركم على كرم الإصغاء والسلام عليكم.