وصف مختصر للمخبر:
لقد صحت توقعات “ألفين توفلر” منذ منتصف القرن الماضي حول الصعوبات التي ستواجه البشرية نتيجة التقدم العلمي والتكنولوجي المذهل وما سيحدثه من صدمة في مستقبل البشرية خاصا بالتحديد تزايد المشكلات في إنشاء الروابط الإنسانية والحفاظ عليها، لذلك أكد على ضرورة تسلح جميع أفراد المجتمع بمهارات عامة لا غنى عنها للتواصل الإنساني والتكامل الاجتماعي.
لذلك عدت الاتجاهات الحديثة في التربية المهارات الحياتية كمدخل للتدريس في برامجه المختلفة وفي تنمية المهارات اللازمة للتفاعل مع الحياة والتكيف معها.
فالمهارات الحياتية عبارة عن قدرات يتعلمها الأفراد لتوظيفها في مواقف تشمل جميع جوانب الحياة، لكن المهارات الحياتية التي يحتاجها الأفراد للحياة في أي مجتمع كان تتحدد في ضوء العلاقة التبادلية والتأثرية بين كل من الفرد والمجتمع فهي تختلف باختلاف المجتمعات (متقدة، نامية) وعبر الأزمنة (الماضي، الحاضر) ولربما تختلف حتى في الفترة الزمنية الواحدة نظرا للمستجدات الحديثة ومتطلبات التكيف، من هذا المنطلق تظهر الحاجة للمهارات الحياتية باعتبارها مهارات أساسية للفرد ليس فقط لإشباع حاجاته الضرورية مثلما نص عليه (ماسلو) في هرمه الترتيبي ولكن من أجل استمرار التقدم وتطوير أساليب معايشة الحياة في المجتمع.
هذا ما يفسر الحاجة الماسة للتفكير في ضرورة إنشاء مخبر وطني يهتم بالمهارات الحياتية فهي تشكل اليوم موضة هذا العصر، وعليه فمخبر المهارات الحياتية فكرة من اقتراح أساتذة جامعيين في تخصصات متنوعة تلم بالمهارات الحياتية يتكون من اثني عشرة باحث موزعين على أربع فرق بحث ،وجاء هذا المخبر تجسيدا للسياسة الوطنية في ترقية البحث العلمي، والمساهمة في التنمية الوطنية، ومن أجل بلوغ هذه الغاية السامية، فإن المخبر يعمل بالتعاون مع مخابر بحث أخرى سواء كانت داخل الوطن أو خارجه، من اجل إجراء البحوث والتجارب المعملية التعليمية، في كثير من الموضوعات التي ترتبط بالمهارات الحياتية، وتوفير بيئة بحثية تمكن الأساتذة المختصين من إجراء البحوث العلمية المختلفة، تحت أفضل الظروف الملائمة، وتمكن طلاب الدراسات العليا أيضا من إجراء التجارب المعملية تحت إشراف الأساتذة المختصين، وإصدار
كتب تهتم بالمهارات الحياتية وارتباطها بجوانب شخصية الفرد، وكذا تنظيم ندوات و ملتقيات، وأيام دراسية في هذا الشأن.