ذكرى الشهيد..
يوم الشهيد..يوم التضحية ..يوم العطاء والفداء المرتبط بيوم 18 فيفري من كل سنة يوما للتذكار والاعتبار ووقوفا وقفة عرفان وتقدير لما قدمه الشهداء من تضحيات جسيمة في سبيل تحرير البلاد والعباد من ربقة الاستعمار والعبودية والقهر ، وقد تم ترسيم هذا التاريخ كيوم وطني للشهيد منذ 18 فيفري 1991 بمبادرة من تنسيقية أبناء الشهداء التي اجتمع أعضاؤها في هذا التاريخ وقرروا ترسيم الذكرى من كل سنة في نفس التاريخ تكريما لذكرى الشهداء التي لا تحدد بيوم لأن كل الأيام بها شهداء، فقط حتى لا ننسى مغزى الذكرى واستشهاد الملايين من الشهداء لتحرير الجزائر منذ 1830- إلى 1962م.
وحتى نعطي صورة واضحة لهؤلاء الشهداء الذين كانت تفوح منهم راحة الكرامة والشجاعة والقيم العالية، حتى في أصعب الوضعيات وأحلك الأزمات وحتى وهم تحت التعذيب والاستنطاق، نستحضر شهادة حية تناقلتها وسائل الإعلام أيام الثورة التحريرية الجزائرية، حيث يسرد لنا صاحب المقال الطريقة التي عذب بها جزائريان وكانا عاريين، وقد استدعي لمشاهدة تعذيبهما مجموعة من الجنود الفرنسيين، وفي كل ذلك لفت انتباه صاحب المقال ما رد به أحد الجزائريين قائلا: ” وكانت العبارة الوحيدة التي قالها أحدهما وهو يلتفت إلى العسكريين الحاضرين: إنني أشعر بالخجل من أن أظهر عاريا أمامكم. “.
ثم يعلق على ذلك فيقول: ” أجل إن هؤلاء المكافحين الأبطال ما يزالون يحتفظون بحس الطهارة الصافي الذي يحسبون أنه يُخدش إذا ظهرت عوراتهم أمام الأعين.. إنهم يتحملون أشد ألوان العذاب، ويكبحون لسانهم أن ينطلق بصرخة الألم حتى تدمى أطرافهم وأعظاؤهم الحساسة، ولكنهم لا يحتملون أن يظهروا عراة أمام معذبيهم!”.
وينهي بقوله الموجه في شكل نداء لهؤلاء الجزائريين:
“أيها المكافحون في الجزائر…لن تكونوا أبدا عراة ما دمتم ترتدون ثوب الشرف!”([1])
هل كان هؤلاء الشهداء بشر عاديين؟ من أي طينة كانوا؟ ماذا كان ينتظر هؤلاء من أبناء الجزائر المستقلة؟ ما هي مسؤولية جيل الاستقلال اتجاه تضحية هؤلاء الشهداء؟ ماهو دور جيل الاستقلال اتجاه الأمانة التي تركها الشهداء أمانة الحفاظ على الجزائر؟
البروفيسور عبد الكامل جويبة
قسم التاريخ- جامعة محمد بوضياف بالمسيلة
[1] – سهيل إدريس: < التعذيب..والشرف>، مجلة الآداب، العدد: 06، بيروت، لبنان: جوان1957، ص: 14، 15.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار