يشهد العالم المعاصر ضروبا متنوعة من الخلافات والصراعات الاجتماعية والدينية والثقافية والتي غذّتها عديد الأيديولوجيات المطلقة، ومختلف مظاهر الاستبداد والاستغلال وطغيان المصلحة. والسبب هو غياب النقد الذي يجرد تلك المركزيات من غلوائها في نظرتها المنغلقة إلى نفسها وإلى غيرها. فقد تصلبت تصوراتها، واصطنعت لها دعامات عرقية أو دينية، أدت إلى زرع فكرة السمو والرفعة في الذات، والانتقاص من الآخر، وإهدار حقوقه الأساسية والاستيلاء على مقوّمات وجوده، والاتجاه صوب المعالجات الأمنية والعسكرية، والسيطرة علية بمنطق القوة والقمع. ولا شك أن العولمة تُعدّ من العوامل الأساسية الفاعلة في تكريس هذا الوضع المأزوم ، فهي بقدر ما تشكّل فرصة فريدة للتواصل والتفاهم بين مختلف البشر والثقافات، بقدر ما تحمل في ذاتها جانبا مدمرا يكمن في توحيد الهويات وإقصاء التنوع الثقافي، ولذلك انتعشت تيارات الانكفاء على الهوية والانغلاق القومي والديني.
ففي ظل هذا الوضع المتأزم والمتشنج، وما نتج عنه من عنف وإرهاب ساكن للأوطان، وعابر للقارات والحدود، وما ينذر به من مخاطر جدية تهدد الإنسانية فرادى وجماعات، كثُرت الدعاوى إلى الحوار كضرورة إنسانية من أجل إعادة تهيئة تلك المساحات الملغّمة، وإحالتها إلى منظومة من العلاقات الآمنة التي يمكن أن تقوم في ظلها مسائل جوهرية، تتصل مباشرة بمصلحة المجموع كالتوازن والإنصاف ، وتوفير الحد الأدنى من شروط التعايش بين الأفراد والجماعات.
فالحوار هنا سبيل من سبل البحث عن المشتركات العامة بين الأفراد والجماعات في مختلف الحقول والمجالات الثقافية والفلسفية والقانونية والأدبية والسياسية، وكذا مجالات القيم والمبادئ كالعدالة والحرية والحقوق والمساواة. والبحث عن تلك المشتركات ليس بقصد الوصول إلى أحادية الرؤية، أو نمط التفكير الواحد، وإنما القصد هو إظهار سُنِّةُ التنوع البشري، وقدرة البشر على اختلافهم وتنوعهم على تمثل ثقافة الحوار قولا وفعلا، أو ما يمكن تسميته ب: فن العيش المشترك. والإشكالية التي يمكن طرحها : كيف يمكن التأسيس للحوار كأسلوب حياتي ورسالي بُغية الإقناع والتبرير بين أطراف متنازعة. ؟ ماهي الأسس والشروط التي يُمكن عدُها كمرجعية للحوار الجاد والمسؤول.؟ كيف تُساهم ثقافة الحوار في خلق أجواء هادئة للتفكير المستقل تحصل معها القناعات الذاتية، ويمتد فيها التسامح إلى روح المجموع .؟ كيف يُستثمر منطق الحوار والتفاعل الحضاري من أجل تجاوز تلك التحديات التي تواجه العالم اليوم كعوائق تحدُّ من نجاعة الحوار.؟
أهداف الندوة:
- الإقرار بأن الحوار إحدى السمات الحضارية التي ينتقل بها الإنسان من حالة الهمجية والانعزال إلى حالة المدنية والاجتماع .
- إبراز فضائل الحوار في محاربة الانكماش حول الذات ، ومواجهة التطرف وثقافة العنف .
- التأكيد على أن الحوار ينمي مجموع القيم الإنسانية بين كل الفضاءات الثقافية والدينية في العالم على قدر اختلافها وتنوعها زمانا ومكانا.
- دعوة المجموع إلى الحوار بإعمال كل الطاقات الأخلاقية والقانونية والسياسية من أجل ترسيخ ثقافة التشارك والمحبة والسلام ، ونبذ ثقافة التعارك والكراهية والخصام .
محاور الندوة:
- الحوار: مفهومه ، ضوابطه ومقوماته.
- مشروعية الحوار وثقافة التسامح.
- فلسفة الحوار في القرآن الكريم والسنة النبوية.
- جدلية حوار العقل والنص.
- أزمة الحوار وتحديات الواقع .
- الاختلاف سؤال المستقبل.
- من ضيق التمحور حول الذات إلى فضاء الحوار مع الآخر.
تاريخ الانعقاد : يوم: 18 آفريل 2018.
[button_link size=”medium” src=”http://virtuelcampus.univ-msila.dz/facshs/wp-content/uploads/2018/04/مطوية-الندوة-العلمية.pdf”]مطوية الندوة[/button_link] [button_link size=”medium” src=”http://virtuelcampus.univ-msila.dz/facshs/wp-content/uploads/2018/04/مطوية-الندوة-العلمية.pdf”]ملصقة الندوة[/button_link]